يحكى أنه كان هناك مجموعة من القنافذ تعانى البرد الشديد وإقتربت من بعضها وتلاصقت طمعا فى شىء من الدفء ولكن أشواكها المدببة أذتها
فابتعدت عن بعضها فأوجعها البرد القارص فاحتارت بين ألم الشوك والتلاصق وعذاب البرد ووجدو فى النهاية أن الحل الأمثل هو التفارب
المدروس بحيث يتحقق الدفء والأمان مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك فاقتربت لكنها لم تقترب الإقتراب المؤلم وابتعتدت لكنها لم تبتعد الذى يحطم أمنها وراحتها..
وهكذا يجب أن نفعل فى دنيا الناس فالناس كالقنافذ يحيط بهم نوع من الشوك غير المنظور يصيب كل من ينخرط معهم بغير حساب ويتفاعل معهم بغير إنضباط
وأنظر ترى كيف ان رفع الكلفة والإختلاط العميق مع الناس يؤذى أكثر مما يفيد ويزيد من معدل المشاحنات والمشكلات وأن النبيه من يتعلم
الحكمة من القنافذ الحكيمة فيقترب من الأخرين إقترراب من يطلب الدفء ويعطيه ويكون فى نفس الوقت متنبها إلى عدم الإقتراب الشديد حتى لاينغرس شوكهم فيه ..
مما لاشك فيه أن كل فرد بحاجة إلى أصدقاء حميمين يسعد بقربهم ويفرغ فى اذانهم همومه حينا وأفراحه وطموحاته وأحلامه حينا أخر
ولا بأس فى هذا فى أن يكون لك صفوة من الأصدقاء المقربين لكن حذارى من الإقتراب الشديد مع الإنخراط الغير مدروس مع الأخرين فهذا قد يعود علينا بالألم والهم ونحن فى غنى عنهم ..
وأحذر ياصديقى أن تكون بوابة القلب بلا مفتاح يدخلها من شاء دون أن يؤدى طقوس الصداقة ويوقع على شروطها..
وعش فى الدنيا وبينك وبين سكانها مساحة ثابتة تتيح لك أمان غدراتهم وسوء تدبيرهم وتذكر دائما أن الناس قنافذ فاقترب ولا تقترب وإبتعد دون أن تبتعد....... المناضل